الشيخ عبد الوارث اليالصوتي
هو العلامة الجليل والصوفي الكبير الشيخ ابو البقاء
عبد الوارث بن عبد الله بن موسى بن العافية بن سعيد
اليالصوتي أو اليصلوتي العثماني نسبة الى سيدنا
عثمان بن عفان .قال الامام ابن عسكر في الدوحة:((انه
من سلالة يصلون بن عبد الله بن ابان بن عثمان بن عفان))
وقد كان الشيخ عبد الوارث من من اكبر علماء المغرب
جمع بين علوم الشريعة والحقيقة من تربية الناس وارشادهم
الى طريق الحق مع تباعد عن الظهور وميل للزهد والانعزال
فلم يكن له اهتمام بالدنيا وزخرفها ولا يخالط اهلها وذويها
قال ابن عسكر:((كان الغالب عليه الخمول فقد استدعاه
السلطان للقائه في جملة المشايخ من الفقهاء والفقراء سنة
956 هـ فتخلف ولم يحضر معهم.واستمر على حاله
في ترك ملاقاة الامراء الى ان توفي رحمه الله.واذا قدم
فاس طلب الخفاء في دور اصحابه من الفقراء حتى يقضي
امره وينصرف الى بلاده وكان ينشد في هذا الغرض
الكثير من الاقوال منها:
قسمت يمينا لا يكفر بعدها
لغير ابي حفص لم يرض بدولة
ولن ياتي الا ظالم بعد ظالم
ولن يزيد الامر الا في شدة
وقال في حقه سيدي العربي الفاسي في كتابه مرآة
المحاسن:كان من اهل العلم والعرفان والولاية الشهيرة
واتباع السنة.
وقد تتلمذ الشيخ عبد الوارث على كبار علماء عصره
فمن شيوخه:ابو عبد الله محمد بن غازي وابو الحسن بن
هارون وابو العباساحمد بن يحيى الونشريسيوالقاضي
المكناسي وابن الحباك.واخذ طريق التصوف عن الشيخ
ابي محمد عبد الله الغزواني وهو عمدته وعن الشيخ
ابي النجاء سالم الروداني وعن الشيخ ابي عبد الله
الصغير السهلي.
وفد ترك الشيخ عبد الوارث عدة مؤلفات جلها في التصوف
منها:المسلك القريب الموصل الى حضرة الحبيب
وله شرح على حزب الجزولي المعروف بسبحان الدايم
وله شرح على المباحث الاصلية.
مولده ووفاته:ولد الشيخ سنة 888 هـ وتوفي سنة
971 هـ بالزاوية المنسوبة اليه بمدشر ابن دركول
من فرقة اولاد قاسم بقبيلة بني زروال.وعليه بناء فخم.