مولاي عبد السلام بن مشيش
ولي اشتهر بالصلاة المشيشية وهي صيغة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو شيخ أبي الحسن الشاذلي الولي المشهور.
نسبه الشريف: يتصل نسبه برسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا النحو : عبد السلام بن سليمان (مشيش) بن أبي بكر بن علي بن بوحرمة بن عيسى بن سلام (العروس) بن أحمد (مزوار) بن علي (حيدرة) بن محمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن سيدنا علي بن أبي طالب ومولاتنا فاطمة الزهراء (رضي الله عنهم أجمعين) بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبذلك يكون من بين أجداده أربعة ملوك حكموا المغرب في دولة الأدارسة، بالترتيب الزمني هم : إدريس الأول بن عبد الله الكامل، وإدريس الثاني بن إدريس الأول، ومحمد بن إدريس الثاني، وعلي المدعو حيدرة بن محمد الإدريسي.
وهو مولانا القطب الزاهد والشيخ العابد (ابو محمد) عبد السلام بن مشيش (دفين قنة جبل العلم في المغرب) ومما يذكر هنا بأن موسماً دينياً يقام عند ضريح مولانا عبد السلام بن مشيش في الرابع عشر من شهر صفر من كل عام هجري.
ليلة مقتل مولاي عبد السلام بن مشيش لما قتل مولاي عبد السلام دُفن في قمة جبل العلم، لكن قبره سرعان ما خفي على الناس، وظلوا يزورونه ليتبركوا بالمكان الذي دفن فيه دونما تحديد لقبره وبقي الأمر على هذه الحال إلى مجيء الولي الصالح سيدي عبد الله الغزواني الذي أعاد اكتشاف قبره في القرن العاشر حيث رآه في المنام وهو يعين له مكان القبر. والجدير بالذكر وجود خلاف بين الروايات حول مقتل مولاي عبد السلام لكن المتواتر بينها هو أن القاتل كان هو أبا الطواجين الكتامي الساحر، الذي كان يتعاطى السحر والشعوذة. والذي قد يكون ادعى النبوة على ترجيح بعض الروايات. على أن الراجح أن هذا الأخير كان له أيضا جم غفير من الأتباع وفي بعض الروايات أن غالبية مرتاديه كانوا من النساء يقصدنه من أجل العرافة والسحر والأعمال الشيطانية، وكان يستغلهن في إطفاء نزواته الجنسية الزائدة.
قدسية موت مولاي عبد السلام: كانت عادة هذا الشيخ قبل صلاة الصبح أن يخرج من خلوته ومكان تهجده حيث ينزل إلى عين ماء تسمى إلى يومنا بعين القشور فيتوضأ من مائها البارد ثم يصعد منها إلى مكان عال يرتقب منه طلوع الفجر ليصليه ويصلي الصبح. وبينما مولاي عبد السلام في ليلة مشؤومة من ليالي عام 622هـ يرتقب صعود الفجر فاجأه رهط من أتباع أبي الطواجين فقتلوه وفروا هاربين. و تزيد الرواية فتقول بأن ضبابا كثيفا غشيهم فضلوا الطريق وسقطوا من مكان شاهق وتمزقوا أي ممزق. على أن الشائع بين الناس أن من قتله بالفعل هو أبو الطواجين نفسه حيث طعنه بسكين من نحاس أصفر وفر هاربا أبو الطواجين : أو ابن أبي الطواجين الذي تقول عنه بعض الروايات الشفوية إنه من قبيلة بني سعيد التي تقع شرق مدينة تطوان ويفصلها عن قبيلة غمارة الوادي الشهير بوادي لاو وفي هذه القبيلة فرقة مشهورة من زمن بعيد بصنع الأواني الفخارية تسمى أفران علي ويسميها الناس إلى يومنا فران علي فلا يبعد أن يكون ابن أبي الطواجين اكتسب هذه الكنية من صناعة الطواجين الفخارية. وعلى هذا التخمين لا يبعد أن تكون صناعة الفخار والطواجين قد بارت واعتراها الكساد لما راح أتباع مولاي عبد السلام يبتعدون عن الملذات والاقتصار في الأكل على البسيط من الطعام فثارت ثائرة أبي الطواجين لهذا الأمر فسعى لقتل مولاي عبد السلام وكان ما كان. الانتقام من القاتل: انتقل خبر وفاة مولاي عبد السلام إلى مريديه في مدينة سبتة وهناك جهز أحد مريديه وهو من قبيلة بني سعيد من عائلة فزاكة جيشا من الأتباع وراح في طلب أبي الطواجين فأدركه وقتله وعاد إلى مدينة تطوان حيث مات بها مغمورا ودفن في مقابر المجاهدين إلى أن تم اكتشاف قبره في قرون لاحقة بعيد إعادة تأسيس هذه المدينة اكتشفه رجل من عائلة الحاج، التطوانية، بعدما نسجت حكايات عن كرامات صاحب هذا القبر منها أن كلبة بالت على قبره فعميت في الحال وما إلى ذلك من الحكايات. لم يكن الرجل صاحب هذا القبر سيدي السعيدي أو الصعيدي الولي الموجود ضريحه بهذه المدينة باعتباره ضامنا لها. وفي رواية تدقق في الأمر أكثر ترى أن سيدي الصعيدي هذا لما وصل إلى بني سعيد تعذر عليه الوصول لهذا المشعوذ فاستغل شغف هذا الأخير بالنساء فاتفق على أن يلبس لباس النساء ويحمل معه سكينا قد قرأ عليه بعض التعاويذ ليفك بها تحصين أبي الطواجين لنفسه من الطعن فدخل عليه بهذه الصفة فظن أبو الطواجين أنه أمام صيد ثمين وغانية ستشفي رغبته الجنسية لكن سيدي الصعيدي استغل هذه الفرصة فقتله ورجع إلى مدينة تطوان.
إعادة اكتشاف قبر مولاي عبد السلام : لما قتل مولاي عبد السلام دُفن في قمة جبل العلم، لكن قبره سرعان ما خفي عن الناس ولأسباب غير معلومة. ورغم ذلك ظل الناس يزورونه ليتبركوا بالمكان الذي دفن فيه دونما تحديد لقبره وقد كان يقصده العلماء والفقهاء ورجال السياسة وعامة الناس عبر تاريخ المغرب. وبقي الأمر على هذه الحال إلى مجيء الولي الصالح سيدي عبد الله الغزواني (مول القصور) الذي أعاد اكتشاف قبره في القرن العاشر حيث رآه في المنام وهو يعين له مكان القبر وإلى يومنا هذا وقبره معلوم للزائرين. وتعتبر العامة زيارة ضريح الولي مولاي عبد السلام سبع مرات تعادل حجة. وكلما زرته اليوم إلا ووجدته حفيلا بالناس يتلون بجوار ضريحه الآيات، ويكثرون من الأذكار والصلاة على النبي المختار. لكن قبر أبي الطواجين يوجد في قبيلة بني سعيد في مكان مهجور إذا مر بجواره الناس بالوا عليه وتغوطوا فوقه وبصقوا عليه ورجموه بالحجارة وذلك تشفيا فيه وفي ما قام به من شنيع الأعمال تجاه مولاي عبد السلام.